صاحبة الجلالة و عاصفة غير مسبوقة
غدا تشهد نقابة الصحفيين وقائع انتخابات حرة ونزيهة يشرف عليها لجنة قضائية وأخرى نقابية كلتاهما على قدر كبير جدا من الشفافية والحيادية والنزاهة على مقعد النقيب وستة من الأعضاء ومنذ الإعلان عن هذه الجولة الانتخابية و تتوالى العواصف المفتعلة والغير مسبوقة و تشتد ـ تواكبا مع الإعلان عن عاصفة غير مسبوقة يشهدها العالم ومن بين دول المنطقة مصر ـ ، وذلك لاستقطاب أعضاء الجمعية العمومية وحملات تلاسن وأحيانا تشويه يشعلها أنصار المرشحين خاصة على مقعد النقيب وبغض النظر عن تفاصيل ما يدور بين قطبي المنافسة التي تحتدم يوما بعد يوم بين الكاتب الصحفي خالد البلشي النقيب الحالي و الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة النقيب الأسبق لاحظت مؤشرين إيجابيين يجعلني كلاهما أكثر تفاؤلا وسعادة ؛ أول مؤشر ظهور أكثر من عنصر نسائي منافس بقوة من الزميلات الصحفيات اتسمن بالرقي والهدوء وجميعهم يتمتعن بوعي نقابي و مسيرة مهنية يشهد لها الجمعية العمومية ويشيد بها الزملاء الصحفيين قبل الصحفيات وكانت الحملات الانتخابية لهن تتسم بالرصانة والاتزان فلم يتم رصد تطاول زميلة على أخرى بل ساد الاحترام فيما بينهن و أنصارهن وهنا أستطيع أن أقول أن المرأة انتصرت في هذه الانتخابات ومن المنتظر أن يحصلن على أكثر من مقعد ليس من أسباب ذلك الجندرية ..
المؤشر الثاني : احتدام المنافسة بين أنصار أبرز مرشحين ومحاولة تشويه المنافس المقابل أو ادعاء انجازات على حساب الآخر و توجيه التصويت لصالح أحدهم أو تأييد بعض الجهات له والضغط بسبل شتى وصلت للتهديد أحيانا والحشد له ب الترغيب والترهيب و ظهور منصات للضرب في مرشح وأخرى الترغيب و استخدام بعض المؤسسات المهمة للحشد و إعلان تأييد آخر كل تلك الأحداث إن كان لها جانب إيجابي فإنما يدل على نزاهة الانتخابات المقبلة بغض النظر عما تم حتى الآن والصناديق هي خير متحدث يأتينا بالخبر اليقين بلا تدخل مباشر ..أما فكرة التأثير على الجمعية العمومية لصالح أحد المرشحين فهذا شأن آخر و جمعيتنا العمومية هي جمعية النخبة ولن يجدي معها مثل تلك الممارسات فهي تمتلك إرادة حرة مهما كانت المغريات والضغوط وسوف ينجح الأصلح وتستطيع بقوتها أن تقول كلمتها وأيضا تفرض خطتها للنهوض بكيانها العظيم و تستطيع أن تتجنب كل رياح عاتية تهدد استقرارها حتى لو اتسمت بالعواصف حيث قام بعض الزملاء بإجراء وقائي لمواجهة المحاولات المتواصلة لتأميم نقابة الصحفيين، ودفاعا عن استقلاليتها التي يحصنها الدستور والمواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر إلى جانب قانون النقابة تقدم عدد من الزملاء منهم كارم يحيى وحازم حسني ويوسف شعبان ومصطفى البسيوني بمشروع القرار التالي للعرض على الجمعية العمومية للصحفيين.
“يحظر الجمع بين تولي منصب نقيب الصحفيين وعضوية مجلس النقابة وبين تولي منصب حكومي، على أن يتم نقل من يتولى مناصب حكومية وبالتعيين من السلطة التنفيذية أو تنطوي على تضارب مصالح مع الصحفيين الى جدول غير المشتغلين”.
ومن المعروف أن أحد المرشحين لمنصب نقيب الصحفيين، معين بقرار جمهوري عضوا في المجلس الأعلى للإعلام، الذي يشرف ويراقب على الاعلام والصحافة ليواجه خالد البلشي النقيب الحالي.
من المهم أن تتبنى الجمعية العمومية يوم الجمعة المقبل قرارا ملزما بوقف هذا التضارب في المصالح، أيا ما كان اسم المرشح، اتساقا مع القيم النقابية السليمة، ولمواجهة مساعي السلطة الراهنة وكل سلطة للهيمنة على النقابة، باختصار: نريد نقابة حرة ومستقلة بوصلتها الوحيدة هي مصالح المحررين في الأرض، وحرية الصحافة.
ومن دواعي تفاؤلي أيضا أن العاصفة الترابية التي وصفت بأنها الأعنف والأقوى انتهت اليوم وغدا الجمعة يستقر كل شيء .. ومن المنتظر أن تتم عملية الاقتراع في مناخ حر وآمن لرعاية أعضاء عمومية الصحفيين ورجال الأمن البواسل و الهيئات القضائية .
