الرئيسيةأخبارالأسطوات في متحف نجيب محفوظ بقيادة طارق الطاهر … موقع صاحبة الجلالة
أخبارثقافة و فنونمنتدياتمنوعات

الأسطوات في متحف نجيب محفوظ بقيادة طارق الطاهر … موقع صاحبة الجلالة

متابعة/منال الأخرس

استقبل متحف نجيب محفوظ أسطوات الكاتب
ميسرة صلاح الدين في ليلة باهية وفي متحف نجيب محفوظ في غورية المعز، وفي قلب تكية الدهب وبإدارة متميزة للكاتب الصحفي طارق الطاهر مدير المتحف بحضور دكتورة انتصار محمد التي قدمت رؤية مختلفة للعمل وعلاقته بنظرية القارئ مما أضاف للعمل الكثير. كان اللقاء حول إصدار جميل ومدهش للكاتب ميسرة صلاح الدين  عن الأغنية المصرية وشعراءها البارزين مثل بديع خيري ومأمون الشناوي وحسين السيد ومرسي جميل عزيز وفتحي قورة وعبد الرحيم مصطفى وحسن ابو عتمان وعبد الرحيم منصور وعصام عبدالله وسامح العجمي، واللافت في الأمر أن هؤلاء الشعراء وغيرهم ارتبطوا بسؤال الهوية ومقاومة الاستعمار والبحث عن الحرية، وهي أسئلة لابد أن تطرحها على نفسك وأنت تقرأ الكتاب الذي يحمل أيضا كثير من النوستالجيا والحنين للماضي، لكن الدكتور زين عبد الهادي ترك ذلك وذهب في اتجاهين الأول ماهو الفرق بين أغنيتي اهو دا اللي صار ليونس القاضي وبين أغنية في قلب الليل لعصام عبدالله وهو فارق زمني يقترب من السبعين عاما، كيف تغيرت الأغنية واللحن والوعي؟، وهو ما دعاه للقول بأن القرن العشرين كما كان قرن الحداثة في كل الفنون فقد مثل نفس الأمر للأغنية وموسيقاها، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كانت الأغنية هي مربط الفرس في الحديث عن حرية الشعب المصري وخروجه من أغلال الاستعمار ومابعد الاستعمار، كانت الأغنية هي الصوت الوحيد الذي تبقى حيث يخرج من حنجرة المطربين والحان الملحنين والموزعين وأقلام كتاب (بضم الكاف وتشديد التاء) الأغنية، و وأضاف عبد الهادي : الأكثر دهشة بالنسبة لي أن الأغنية مثلت دائما الضمير المصري المتحرر من كل القيود، ليس ذلك فقط بل انظر إليها كأحد أهم أدوات التطلع للحرية في حياة الشعب المصري عبر التاريخ، من هنا تكتسب الأغنية قيمتها الثقافية سواء كانت تعبيرا عن الحياة المصرية في القرى والنجوع والشطآن والصحراء وسواء كانت تعبيرا عن الحب المفقود وسواء كانت تعبيرا عن الإحساس الجمعي للمصريين، وإذا ألقيت نظرة عن قرب في الفصل الأول من الكتاب لكيفية التقاء بديع خيري بنجيب الريحاني وسيد درويش ويونس القاضي ومحمد عبد الوهاب، كيف لحن سيد درويش أغنية (دنجي دنجي دنجي يامصيبة وجاني من بدري زي الصاروخ في وداني مافي حاجه اسمه مصري ولا حاجه اسمه سوداني) ولم يكن يعرف من كاتبها لاحساسه بالكلمات واللغة الجديدة التي حملت الاتساع القومي الجغرافي للمصريين، وكيف كانت أغنية بلادي بلادي لسيد درويش تحمل شرارة ١٩١٩ لمؤلفها يونس القاضي وملحنها سيد درويش، كيف كان يغنيها الشعب المصري في كل القرى وعبر امتداد نهر النيل وعلى شطآن البحر المتوسط وجبال البحر الأحمر ووصولا لقلب القاهرة، لعلمت أنها لم تكن مجرد أغنية وطنية بل حملت الروح المصرية المعتقة في طمي النيل والمعابد عبر التاريخ والمساجد والكنائس المصرية، كيف حاول المعتمد البريطاني كسر تلك الروح بتوبيخه ليونس القاضي على تأليف بلادي بلادي فخرج ليكتب أهو دا اللي صار مالكش حق تلوم عليه ليلهب قلوب المصريين، وكيف غنتها فيروز والرحبانية هي واغنيات الصنايعية (الست دي قامت تعجن في الفجرية) وكذلك (طلعت يامحلا نورها)، لم تكن أغاني عن الحب بل كانت عن الوطن، وكيف  كتب عصام عبدالله أغنية في قلب الليل في الثمانينيات ليغنيها علي الحجار بعد ان يلحنها مودي الإمام ويقول لعلي أنك الوحيد بصوتك العميق الذي يمكنه تقديم وغناء هذه الأغنية، لتكتمل المسيرة في حديث عن الأمل الذي لايتحقق في كسر القيد..هذا هو رأيي أن الأغنية المصرية وماقاله ميسرة صلاح الدين في هذا العمل الفارق يحتاج لرؤية عميقة لقيمة هذا العمل الذي لم يبحل عليه صاحبة بجهد أو وقت ليخرج لنا عملا عن الهوية المصرية وعلاقتها بالأغنية.. هناك الكثير جدا الذي يقال، لكن من أين ستبدأ فهذا اتركه لك عزيزي القارئ مع هذا العمل الذي يحمل قدرا هائلا من الجمال

حيث يتناول ميسرة صلاح مؤلف في هذا الكتاب سيرة وأعمال نخبة من كبار شعراء الأغنية في العصر الحديث.
ويركز المؤلف على الغوص في عمق تاريخ الأغنية المصرية، ورصد تأثيرها على الأجيال المختلفة، ودور هؤلاء الشعراء في تطوير ملامحها وإثراء مضمونها الفني والثقافي.
ينطلق الكتاب في رحلة توثيقية شيقة عبر تاريخ الأغنية العربية، متتبعاً تطوراتها منذ اعتمادها على الزجل والفولكلور الشعبي، وصولاً إلى أشكال أكثر حداثة. في هذا السياق، يرصد كيف ساهم شعراء بارزون في صوغ ملامح الأغنية الحديثة، مثل بديع خيري، ومأمون الشناوي، وحسين السيد، ومرسي جميل عزيز و عبد للفتاح مصطفي  وفتحي قورة، وحسن أبو عتمان، وعصام عبد الله،وعبد الرحيم منصور وسامح العجمي الذين استطاعوا نقل الأغنية من البساطة التقليدية إلى مستويات أكثر عمقاً وتعقيداً، تعكس الأبعاد النفسية والاجتماعية لمجتمعاتهم. كما يتناول الكتاب إشكالية العلاقة بين التراث والتجديد في الأغنية العربية، موضحاً كيف نجح هؤلاء الشعراء في المزج بين الأصالة والمعاصرة.
حضر الندوة التي اتسمت بالبهجة والاحتفاء بقيمة الكتاب ورده لمسيرة تغوص في عمق العقل الجمعي وتحولاته عبر عقود زمنية بحضور كوكبة من الكتاب والصحفيين وأصدقاء الكاتب ..

منال الأخرس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *