الرئيسيةأخبارنتيجة الثانوية العامة بين الانتصار والهزيمة… موقع صاحبة الجلالة
أخبارثقافة و فنونمقالمنتديات

نتيجة الثانوية العامة بين الانتصار والهزيمة… موقع صاحبة الجلالة

نتيجة الثانوية العامة بين الانتصار و الهزيمة

بقلم: عبدالله هيثم

مرةً أخرى، تعود نتيجة الثانوية العامة لتشعل المشهد المصري، وتجعل من كل بيت خلية قلق وترقب. ليست مجرد درجات تُعلن، بل هي لحظة فاصلة، تقسم الزمن في حياة الأسر إلى ما قبل النتيجة وما بعدها. وكأنها معركة يخوضها الطلبة وأولياء الأمور، ويخرج منها البعض مكللًا بالفرح، وآخرون تائهون بين صدمة الرسوب أو خيبة الأمل.

لكن، هل النتيجة حقًا انتصار؟ وهل من لم يحقق ما أراد، هُزم؟

في كل عام، تنهمر التهاني على الأوائل، تُفرش السجادة الحمراء أمام من حصل على ٩٩٪ وأكثر، وتُفتح أبواب الإعلام لتوثيق لحظات المجد. هذا طبيعي ومفهوم، فالتفوق يستحق الاحتفاء. لكن المؤلم أن يتم في الوقت ذاته جلد من تعثر، وكأن المستقبل قد أُغلق تمامًا بوجهه.

الحقيقة التي نغفل عنها كثيرًا أن الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، بل محطة من بين محطات كثيرة في طريق طويل. كم من متفوق أنهكته الكلية وفشل لاحقًا؟ وكم من طالب لم يُنصفه المجموع، لكنه أثبت جدارته في الحياة، وتفوق في مجاله، وكتب اسمه بأحرف النجاح خارج جدران الجامعة؟

النتيجة ليست شهادة على الذكاء، بل على القدرة على مجاراة نظام تعليمي يعتمد على الحفظ والضغط النفسي. الانتصار الحقيقي هو من فهم الدرس الأكبر: أن الحياة لا تُقاس بورقة نتائج، بل بقدرتك على الوقوف بعد السقوط، وعلى مواصلة الطريق بثقة، حتى وإن تعثرت في البدايات.

إلى كل من فرح، مبارك لك، لكن لا تغتر. وإلى من حزن، لا تحزن طويلًا، فربما ما ينتظرك أجمل مما ظننت. وفي كلتا الحالتين، تذكروا أن القيمة الحقيقية للإنسان لا تحددها أرقام، بل ما يصنعه من أثر في الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *