الرئيسيةأخبارمصر فى مواجهة العاصفة..بقلم لواء دكتور أحمد عبد البر… موقع صاحبة الجلالة
أخبارمقال

مصر فى مواجهة العاصفة..بقلم لواء دكتور أحمد عبد البر… موقع صاحبة الجلالة

 

تواجه مصر تحدى وجودى يتطلب فهم عميق للديناميكيات العسكرية-الأمنية، والسياسية-الإقتصادية.
تشير المعطيات الإستراتيجية الحاليه إلى تصاعد منهجى لمنظومة تهديد مُركبة تستهدف البنية التحتية الأمنية المصرية عبر ثلاث محاور رئيسية:

فى الصدارة يأتى محور الأخوان المسلمين كتيار جهادى مدعوم إقليمياً، حيث طور أدواته من مجرد خطاب دعائى إلى بنية هجينة تجمع بين العمل السياسى المنظم والعمل المسلح العسكرى المباشر، والمتمثل فى حركة “حسم” ككيان هجين يجمع بين تكتيكات حرب غير متماثلة، وبنية شبكية، مع دعم لوجستى خارجى، معتمد على دروس مستفادة من نموذج هيئة تحرير الشام فى سوريا.

المحور الثانى وهو المعادله الجيوسياسية، حيث يتم التمهيد لسيناريو تفكيك تدريجى للجيش المصرى، آخر حصن نظامى فى المنطقة، ضمن إستراتيجية إعادة التشكيل الإقليمى التى تشكل جزء من الإستراتيجية الإسرائيلية الأميركية لإعادة هندسة الشرق الأوسط الجديد، والتى تعتمد على تفكيك الجيوش النظامية وإستبدالها بمنظومات أمنية هجينة، كما حدث فى سوريا، لتحقيق التفوق العسكرى المطلق لإسرائيل .

المحور الثالث وهو التهديد الحقيقى الذى يتجاوز البُعد الأمنى المباشر، ليمس صميم السيادة الوطنية، من خلال إنهاك البنيه الإجتماعيه -النفسية عبر حروب نفسية منهجية مع إستغلال الفجوات الإقتصادية وإعتماد هندسة تقليب الرأى العام.

وعلى الجانب الآخر لتلك المعادله، تمتلك مصر ترسانة دفاعية فريدة تشمل تماسك مؤسسى غير مسبوق بين الجيش والشعب، مع العمق الإستراتيجى الذى يجمع بين الموقع الجغرافى والثقل الديموجرافى، وياتى التطور الكبير فى أنظمة الذكاء الإصطناعى العسكرى لتشكل ما يمكن تسميته “ثالوث الصمود القومى”، هذا بالإضافة إلى الشراكات الأمنية الإقليمية والدولية.

تحليل السيناريوهات المستقبلية يكشف عن نافذة زمنية حرجة تمتد حتى عام ٢٠٢٧، تتطلب خلالها مصر تعزيز المناعة الإستراتيجية، من خلال أربعة محاور رئيسية، تتجلى فى تحصين الإقتصاد القومى ضد الصدمات الخارجية، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر المتكاملة وتعزيز القدرات السيبرانية، مع تعزيز آليات الردع غير التقليدى، وترسيخ الوحدة الوطنية كحائط صد أمام محاولات الإختراق.

البيانات التاريخية تؤكد أن مصر عند مفترق طرق تاريخى، والقرارات المتخذة اليوم ستحدد موقعنا فى الخريطة الجيوسياسية للقرن الحادى والعشرين.
القوة المصرية ليست خياراً، بل ضرورة وجودية، والتاريخ يشهد أن مصر دائماً تحول التحديات إلى فرص للنهوض كلما توفرت الإرادة السياسية والوعى الشعبى.
اليوم كل مواطن هو جندى فى معركة الوجود، وكل موقع عمل هو خط دفاع، وكل إنجاز هو رسالة واضحة للعالم بأن مصر ليست للتفاوض، وهى ضربة استباقية ضد مخططات التفكيك.

الرسالة الإستراتيجية واضحة، الصمود ليس خياراً، بل ضرورة وجودية.
والعاصفة القادمة لن تقوى على شعب أختار أن يقف صامداً كالجبال، يحرس تراب وطنه بكل ما أوتى من قوة وعزيمة.
مصر باقية.. ومصر ستنتصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *