الرئيسيةأخبار“غير مسبوق” التصعيد العسكري في المنطقة العربية..بقلم / لواء دكتور أحمد عبد البر… موقع صاحبة الجلالة
أخبارمقال

“غير مسبوق” التصعيد العسكري في المنطقة العربية..بقلم / لواء دكتور أحمد عبد البر… موقع صاحبة الجلالة

 

تتجه المنطقة العربيه نحو حالة غير مسبوقة من التصعيد العسكرى، حيث إن الضربة العسكرية التى إستهدفت المنشآت النووية الإيرانية قد تشعل فتيل حرب نووية فى الشرق الأوسط، مما يجعل من دول الخليج العربى ساحة المعركة الرئيسية وينهى مرحلة الحروب التقليدية وأختبار القدرات العسكرية للقوى العظمى فى العالم.
بالأمس نفذ الموساد الإسرائيلى ثلاثة عمليات نوعية متطورة داخل العمق الإيرانى لتعزيز الهجوم، حيث قامت إسرائيل بزرع أنظمة أسلحة دقيقة قرب بطاريات الصواريخ الإيرانية، والتى أنطلقت مع بداية الهجوم، مما أدى إلى تنفيذ الضربة بدقة؛ كما إستخدمت أجهزة هجومية تم زرعها داخل مركبات لتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية من الداخل، كما أنشأ الموساد قاعدة لمسيرات مفخخة إستهدفت منصات صواريخ قرب طهران داخل الأراضى الإيرانية.
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية، التي أصبحت مهيمنة على معظم الثروات النفطية لدول الخليج من خلال تحكمها بأموال حكامها، إلى إستمرار هذا الوضع مع التأكيد على أن هذه الأموال موجودة في بنوك أمريكية تحت سيطرة يهودية؛ في حين أن الأحداث تجرى بتسارع.
قد تكون هذه العمليات جزء من إستراتيجية لبقاء نتنياهو في منصبه رغم الأزمات التى يواجهها الكنيست الإسرائيلي، بالإضافة إلى تشتيت الإنتباه عن السياسات المثيرة للجدل لترامب وما يشهده الداخل الأمريكى من إضطرابات.
التوترات المتزايدة ليست محصورة في الشرق الأوسط فقط، بل تتزامن مع أحداث مفتعلة في شمال أفريقيا، حيث يتم تحريك عملاء لإسرائيل بالقرب من الحدود الغربية المصرية، بينما تتحرك عصابات حمديتى السودانية بالقرب من حدودها الجنوبية.
ويتزامن هذا مع رفع حالات الإستعداد القتالى للقواعد الأمريكية، وترحيل البعثات الدبلوماسية من الدول التى قد تشكل أهداف محتملة في المواجهات المستقبلية.
ومن المتوقع أن تتدخل دول نووية أخرى في دائرة الصراع، حيث يتزامن هذا التصعيد مع الوقت المناسب لدول مثل كوريا الشمالية والصين لإستخدام أسلحتها النووية بعيداً عن حدودها. وروسيا التي تخشى من تأثير إستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، تعتبر هذا الصراع فرصة لتعزيز نفوذها في أوروبا وإحباط مخططات حلف الناتو.
ولكن الخطر الحقيقى لا يكمن فقط في نشوب الحرب نفسها، بل فيما قد يتبع إستخدام الأسلحة النووية من عواقب وخيمة قد تؤثر على حياة الملايين وتفتح ملف الصراعات المعقدة التى لم تُحسم بعد فى المنطقة والعالم.
إن الأحداث تتلاحق بسرعة كبيره، مما يستدعى تحليل دقيق للمسارات الإستراتيجية المحتملة، حيث يجب على المجتمع الدولى إستشراق الآثار الجانبية على الأمن الإقليمى والدولى.
يبقى الصراع في حالة من الغموض، لكن ما هو مؤكد أن الأيام القادمة ستكون شاهد على شدة التصعيد ونتائج هذا الإنفجار المحتمل للأوضاع، والذى قد يحمل عواقب جذرية على مسارات السياسة الدولية والإقتصاد العالمى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *