الرئيسيةأخبارالتسامح كلمة السر لحل الأزمة بالسودان… موقع صاحبة الجلالة
أخبارمقال

التسامح كلمة السر لحل الأزمة بالسودان… موقع صاحبة الجلالة

 

التسامح هو أساس بناء مجتمعات مستقرة، و في بلد كالسودان يعتبر مستودع للتنوع تأتي أهمية التسامح لخلق نوع من الوحدة و الاستقرار، و وضع ركيزة قوية لبناء الديمقراطية و الشوري و بناء وطن يمكن العيش فيه بكرامة.

لفت انتباهي مبادرة الاستاذ يسن حسن بشير في برنامجه قضايا ساخنة (hot issues). تناول فيه تدني مستوي الخطاب السياسي من قيادات عليا و قيادات وسيطه من المثقفين، و رجال دولة، كسلوك مختل يبث خطاب كراهية سياسية و فكرية تؤدي للتعصب و العنف و تشنج في الخطاب السياسي، منا يسبب إحباط المواطن و عدم تفاؤل بالخاصر و النظرة التشاؤمية للمستقبل.

قدم الاستاذ يسن حسن بشير عدد من الحلول الواقعية التي يمكن ان تساعد في ارساء قواعد التسامح بين مختلف فئات المجتمع، منها عدم استخدام التسميات الاستفزازية بين المختلفين و تصنيف الآخر، بل تقديم الرأي بحجُه و منطق و تجنب المعاملة المعاملة بالمثل في الكتابات و النقاشات السياسية، و السعي لمعرفة الآخر لفهم رأية و منطلقة للتحاور عن دراية و أدب، و اهمية احترام المواطن و رأية، لإنه هو الذي يقيّم ما يدور من حوار.
بذكاء.

تناول الاستاذ يسن حسن بشير أهمية دور الاحزاب كوعاء جامع لمختلف الفئات و دور الاحزاب بل مهمتها في تنوير هذه المجتمعات بأهمية التسامح السياسي لبناء وطن يستوعب الجميع.
التسامح قيمة اسلامية مهمة، و نجد أساس مبدأ التصوف في السودان هو التسامح و المحبة بين افراد المجتمع (الما عندو محبة ما عندو الحّبة) الشيخ ود بدر.

يقول الدكتور منصور خالد:
(ليقل لي أي عاقل، كيف يمكن لأي صفوة تحترم نفسها أن تقبل أن تكون منابر الفكر فيها، منابر للسباب المسعور، و التهاتر المريض، و تبادل الخصومات الرعناء، كما تفعل الضرائر اللكع… ذلك هو العقم الفكري.)

أوضح لنا الأديب الطيب صالح في إطار اعمالة التي تعالج الكثير من القضايا الاجتماعية التي نعايشها اليوم.
في ود حامد التي اقترحت لجنة كوّنت بعدم الضريح و إقتلاع النخلة من أجل إقامة مشروع زراعي و أتي الراوي بحل نحن احوج اليه لحكمته.
يسأل أحدهم الشيخ الحكيم في نهاية القصة:
قلت له الدومة ستُقطع يوما؟
قال: لن تكون ثمة ضرورة لقطع الدومة، ليس ثمة داع لإزالة الضريح، الأمر الذي فات علي هؤلاء جميعا، أن المكان يسع الدومة، و الضريح، و مكنة الماء، و محطة الباخرة.).
الخلاصة من حكمة الشيخ هي النظرة التوفيقية التعددية للأمور و المصالحة بين النقائض.

إضافة لما جاء به الاستاذ يسن حسن بشير علينا السعي لفهم الآخر و معرفة منطلق ثقافتة و افكارة التي يؤمن بها ، لمناقشتة بعلم و دراية تسهل التسامح بالإختلاط و مبدأ أن رأيه صواب يحتمل الخطأ، و نبذ التعصب لضمان حرية كل فرد في المجتمع، للإنطلاق لآفاق التنمية و الخطط و البرامج لرفع جودة الحياة.
التسامح يحتاج لقوة اكبر من العنف و الانتقام، و الضعيف لا يمكن ان يسامح.
(و ان تعفو أقرب للتقوي) البقرة ٢٣٨. ( فمن عفا و أصلح فأجره علي الله) الشوري ٤٠.
فالتسامح يحتاج لصبر، و عدم شخصنة النقاشات و حصرها في نطاقها العام و السعي لإيجاد ارضية توفيقية مشتركة للتفاهم و تقليل نقاط الإختلاف بمنطق و تفكيكي (دريدا) للمواضيع، للوصول لحلول فيها المصلحة العامة بمنهجية.

ما جادت به قريحة الاستاذ يسن حسن بشير في أمر (التسامح) في غاية الأهمية و قد طرحة كمثقف عموعي ( public intellectual). يعيش دوره في الاصلاح المجتمعي تماما كدور الاستاذ الصادق سمل و تطبيقه لمبدأ التسامح كمبدأ يعيشه بقناعة و ينشره بصدق عمق.

اختم بأن يُكتب ميثاق متفق عليه لكل رجال الدولة و المثقفين و قادة الاحزاب و قادة المجتمعات، لإحترام الخلافات السياسية و الفكرية في المجتمع، و السعي لفتح صفحة جديدة من منطلق التسامح و محاولة تطبيق المثل العامي السوداني ( الِلسان سويِّلو بُطان.).

دكتور / بكري يوسف البر ..السودان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *